البعيد القريب

سألت عنك جدران الزمن فلم تجيب ..
قالت : كنت هنا يوما من الأيام تمر بين طرقاته وتلف شوارعه ..
وتحكي له كل يوم ما يدور معك ..
ولكنك هجرته ! وتركته دون سبب فهو لا يعرف ما سبب هذا الهجران .
سألت عنك تلك الأيام الخوالي .. قالت : كان يأتيني بالضحك والفرح والأمل المتجدد ..
كانت له في كل يوم حكاية وفي كل لحظة أمل ورجاء ولكنك هجرتها دون سبب !!
سألت عنك تلك الليالي المقمرة وتلك اللحظات فرد كلا منها برد يختلط في طياته غصت الحزن وألم الدمعة الحائرة ..
ففي كل ليله من تلك الليالي كان وجودك يغير فيها شئ ويعيد الأمل لها ولكنك هجرتها !! دون سبب
سألت عنك القلب فكان جوابه مالم استطيع أن أكتبه أو أن اصفه كان رده ...
يقطر ألما وحسره قال لي : كيف أصف ذلك فأنا لم أعرف أحدا ملكني غيره ولم أرى في حياتي
شخص أحببته كما احببت ذلك الشخص لقد تربع على عرشي من أول لقاء له
وأخذ مكانه لم يبلغها شخص غيره وعندما أحسست بذلك الحب ونما وترعرع في داخلي رحل وهجرني
ويريد أن ينتزع منى ذلك الحب ولكنه لا يستطيع ذلك أبدا
لأنه ارتبط بحياتي وكياني
عندها عرفت أني لن أكون أقوى صلة من الزمن ولا الليالي
ولا اللحظات ولن أتمكن منك كما تمكن القلب
فما أنا في حياتك الا شئ مر وانتهى ولم يعد له وجود